المناظر غير التقليدية علي جدران مقابر أفراد الأسرة السادسة من جبانة الحواويش جنوبًا إلي جبانة دشاشة شمالًا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

لقد حرص المصري القديم على تسجيل كل أنشطته اليومية على جدران مقابره اعتقادًا منه في أهميتها للبعث في العالم الآخر، وأن هذه المناظر ستتحول إلي واقع فعلي، وأدى ثراء حكام الأقاليم إلى بناء مقابر فخمة متنوعة في مناظرها، والتي أصبحت موضوعاتها متحررة من القيود التي كان الفنان ملتزم بها من قبل، وذات حيوية حيث زادت فيها الحركة وقل التماثل الموحد في الأوضاع والحركات، وهو ما يظهر بوضوح في مناظر الصيد والرقص، ومن ناحية أخرى تعكس لنا مدي ضعف ملوك الأسرة السادسة الأمر الذي أدى إلي انهيار عصر الدولة القديمة. وعلي الرغم من وجود مناظر بموضوعاتها المختلفة متكررة، إلا أن هناك بعض من المناظر غير تقليدية علي حسب موضوعها أو تفاصيلها.
وتهدف هذه الورق البحثية إلي عمل حصر كامل للمناظر غير التقليدية التي لم تظهر إلا مرة واحدة أو مرات قليلة علي الأكثر بمقابر أفراد الأسرة السادسة من جبانة الحواويش جنوبًا إلي  جبانة دشاشة شمالًا، حيث اُستخدم المنهج الوصفي التحليلي لعدد من تلك المناظر، علاوة علي هذا استخدام المنهج المقارن لعقد مقارنة بين أهم تلك المناظر بمثيلاتها من مقابر العاصمة سقارة التي تنتمي إلي الأسرة السادسة.
وبدارسة تلك المناظر بتمعن شديد، تم الكشف إلي عدد من النتائج الهامة مثل تقدير الزوج لزوجته والاهتمام بها كمشاركتها بالصيد بعصا الرماية، والاستماع بعزفها علي آلة الموسيقي، بجانب تصويرها أحيانًا باللون البني المحمر وهو سمة خاصة بتصوير الرجل، أيضًا تصوير الرجل وهو متكئً علي ولديه، ليتضح لدينا أن تلك لم تكن علاقة دنيوية فقط بل جاءت معبرة عن أفكاره ومعتقداته الدينية بأهمية وجودها في العالم الآخر، بجانب المبالغة في العقوبة بتصوير أحد المذنبين عاري الجسد وملتف حول رقبته مطوقة من الحديد ليعكس مدي قوة نفوذ حكام الأقاليم في تلك الأسرة، والمبالغة في إظهار الحزن علي المتوفي بظهور امرأة عارية تضع يديها علي نهديها بالإضافة إلي تأثر فنان الصعيد بفنان العاصمة من خلال المقارنة التي عُقدت بين أهم تلك المناظر بمثيلاتها من مقابر العاصمة سقارة التي تنتمي إلي الأسرة السادسة.

الكلمات الرئيسية