دراسة وصفية للوکالة السليمانية بمنطقة حى بولاق أبو العلا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

المستخلص

 
من المعروف أن مصر شهدت إنشاء الوکالات منذ العصرالفاطمى في القرن6هـ/ 12م, عندما أقيمت فيها دار لوکالة التجار السوريين والعراقيين الذين کانوا يحضرون إلى مصر, للتجارة وغالباً ما کان التاجر الموجود بالقاهرة يقيم بدلا منه وکيلا في مکة أو دمشق يوکله في عملية البيع والشراء للحاصلات والتجارة.
ثم شاع بناء هذا النوع من العمائر التجارية بعد ذلک في العصر المملوکى ولاسيما خلال القرن 9هـ/15م, کما حدث في وکالة قايتباى882 هـ/ 1477م, جوار باب النصر ووکالته خلف الجامع الأزهر التى لم يبقى منها غير الطابق الأرضى والسبيل([1])، وقد وجدت هذه الوکالات داخل  المدينة بالقرب من المنطقة التجارية وکانت مخصصة لإقامة التجار القادمين من البلاد المجاورة وخاصة الشام والعراق حيث کانوا يقيمون بهذه الطوابق العليا وتوضع البضائع في مخازن بالطابق الأرضى, وبذلک کانت أبنيتها عبارة عن عدة أدوار تتمحور نحو الداخل حيث تفتح غرفها على الفناء الأوسط، وکان الدور الأول منها يشتمل على حواني تتطل على الشارع لعرض بضائع التجار وبيعها، علاوة على غرف تخزينية ذات أقبية نصف دائرية تفتح علي الرواق المحيط بالفناء، ودائما ما کان يلحق بالوکالة مسجد صغير للصلاه وفى بعض الأحيان سبيل للماء واسطبل للخيول أو حظيرة للدواب، و بذلک کان سکن التاجر في الوکالة عبارة عن مسکن منفصل يتکون من عدة طوابق کما هو الحال في وکالة الغورى التي يتکون المسکن الواحد فيها في ثلاثة طوابق يربط بينهم سلم داخلي، وتطل نوافذ المسکن على الفناء الداخلى من خلال مشربيات من خشب الخرط، وملحق بکل منها دورة مياه وغرف للخدمة، وقد نظمت الدولة المملوکية تجارتها في هذه الوکالات طبقا لنظام خاص فاختصت وکالة قوصون بالتجار القادمين من الشام عن طريق البر، بينما اختصت وکالة باب الجوانية المندثرة التى انشأها الظاهر برقوق 793هـ بالتجار القادمين من الشام عبر البحر.
أما في العصر العثمانى فلم يکن هناک خلاف کبير بين الوکالة والخان من حيث التخطيط المعمارى وعناصر التکوين المعمارى وإن اختلفت أبنية الوکالات والخانات في مصر على مثيلاتها في الشام لأنها کانت في الأخير لا تزيد عن طابقين احدهما ارضى به حواصل معقودة للبيع والتخزين، والآخر علوى به مساکن للإقامة تطل على الدهليز، وکانت قوافل التجارة العربية لا تنقطع طوال العصر العثماني بين مصر والشام و أوروبا، وکان لهذا التبادل التجارى أثر کبير في تطور الصناعات والفنون الغربية بعد أن وصل إليها کثير من صناعات الشرق, ولم تزود الوکالات بإسطبل کما الحال في الخان بصورته الأصلية, وقد زادت أعداد الوکالات في العصر العثمانى بشکل کبير ويکفى أن ندلل على ذلک بوجود عشرة وکالات تنتمي لهذا العصر بداية من القرن10: 12هـ/16: 18م
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية