تشير هذه الورقة البحثية الى أوجه التشابه والتباين في مفهوم النْفس والروح بين الفکر المصري والفکر اليوناني قديماً. عُرفت الروح عند المصري القديم في ثلاث صور: "البا"، "الکا" و "الآخ"، فرمز الى" البا" بأنها روح الإنسان، بينما أشار إلى" الکا" بأنها النْفس، أما " الآخ" فهى النورانية التي تنشأ عند اتحاد البا و الکا في العالم الآخر. و" الکا " هى نْفس الإنسان الفاعلة والملاصقة له و التي تتحکم في سلوکه، لذا فسرتها بعض الدراسات بأنها قرين الإنسان، و"البا" هى العنصر الطليق، حيث صورت في هيئة طائر برأس آدمية، أما " الآخ" فهى النورانية التي يأمل المتوفى في بلوغها. أما عن الموروث الثقافي في العصر اليوناني فنجد أن هناک تمييزاً بين النْفس والروح، فالنْفس هي ما به نحيا وهي لا تنفصل عن الجسم أما الروح فهي مصطلح ذو طابع ديني وهي سر من أسرار الوجود. وهناک جدل قديم حول التمييز بين النْفس والروح عند الفلاسفة والمفکرين وهو ماسنتناوله في هذه الدراسة. تنقسم هذه الورقة البحثية إلى ثلاثة أجزاء أما الجزء الأول فيتناول مقدمة لتعريف النْفس والروح في الفکر المصري القديم، وأما الجزء الثاني من البحث فيتناول مفهوم النْفس والروح في الفکر اليوناني قديماً بدءًا من التحليل اللغوي للمصطلح ثم مناقشة معنى هذين المفهومين عبر مراحل الفکر اليوناني المختلفة وإنتهاءًا بنماذج مصورة من الفن، وأما الجزء الثالث والأخير من هذه الورقة البحثية فهو عبارة عن مقارنة تفصيلية بين النْفس والروح في الفکرين المصري واليوناني قديماً والتي سيتبين من خلالها مدى تأثر الفکر اليوناني بالفکر المصري القديم في هذا الجانب. الکلمات الدالة: النْفس – الروح – الکا- البا- الآخ – البينيما- بسيخي.